تخيلوا أنكم تقومون بشحن بطارية التليفون المحمول بوصلها بجيب القميص الذي ترتدونه... وأن الصور المتحركة تظهر على الورق والقماش... أو على ورق الحائط – الذي يوفر لكم الطاقة والكهرباء اللازمة لتشغيل كافة أجهزتكم الصغيرة!
هذا ليس بخيال علمي ولكنه أمراً سيشهده المستقبل القريب.
مرحباً بالأوراق الإلكترونية
توصل فريق من الباحثين بجامعة "ستانفورد" إلى اختراع حبر، يُستخدم في تغطية أسطح الأوراق البيضاء بالأنابيب النانوية. وتتيح هذه التقنية النانوية التي ابتكرتها جامعة "ستانفورد"، تزويد كافة أنواع الورق بالطاقة ومنحها القدرة على العمل مثل بطاريات الشحن. وبعبارة أخرى، لم يصمم العلماء بـ "ستانفورد" بطارية، سمكها رفيع كسمك
الورق، بل أنهم اخترعواً ورقاً يعمل كمصدر للطاقة.
وقريباً سنلتقي بالأقمشة الإلكترونية...
ولما اقتصار هذه التقنية على الأوراق؟ يمكن استخدام التقنية النانوية على القماش لخلق أقمشة إلكترونية، قادرة على تخزين الطاقة بداخلها. وهو ما يعني أننا ربما نجد يوماً فانلة "تي -شيرت" تعرض معلومات حديثة وصور متحركة. بل ويمكننا الذهاب بخيالنا إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ ربما تستخدم هذه التقنية في تصنيع ملابس رياضية وأقمصة تدريب، توضح ضربات قلب الإنسان أوالسعرات الحرارية المحروقة أثناء التدريب أو ممارسة الرياضة أو المسافة التي يقطعها اللاعب وغيرها من الأمور الأخرى...
تطبيقات واستخدامات الأوراق والأقمشة الإلكترونية
والآن، تخيلوا جندياً يرتدي قماشاً إلكترونياً في ساحة المعركة. فمثل هذه الأقمشة قد تزوده بالدفء في الأجواء الباردة، أو تقوم بتجفيف نفسها في حالة سقوط الأمطار، أو تعمل كمصدر للطاقة لشحن الأجهزة واستخدام الأسلحة، ونأمل حتى في أن تصبح لهذه الأقمشة القدرة على رصد الصواريخ والقنابل القريبة وغيرها من التطبيقات...
وأظهرت أبحاث أكثر تقدماً في هذا المجال، أن بطاريات "الليثيوم-إيون" المتواجدة الآن، تعطي نتائجاً أفضل عندما يتم استبدال أقطابها الكربونية بأسلاك نانوية مصنوعة من عنصر "السليكون". وتستخدم هذه النوعية من الأسلاك النانوية في تصنيع الأقمشة والأوراق الإلكترونية، مما يمنحها صفتي الخفة والمرونة. ولا يُرى هذا النوع من التقنية النانوية ومكوناتها، بالعين المجردة، مما يعني أنه يمكنكم ارتداء قمصان أو سراويل مصنعة من الأقمشة الإلكترونية دون أن يلاحظها أحد.
ومن يعرف، ربما يكون هذا هو الحل لجميع مشكلات تخزين الطاقة التي تواجهها البشرية اليوم.